تسأل قارئة: عمرى 24 سنة أعمل سكرتيرة فى شركة برمجة، دائما أشعر بالوحدة والملل وعدم الاستقرار فى حياتى ودائمة التردد فى القرارات التى اتخذها، وأكبر مشكلة أتعرض لها هى أننى أثق بالناس أكثر من اللزوم، ولكن دائما أكتشف العكس، والآن أنا أشعر بالاكتئاب وكره الحياة، فماذا أفعل للخروج من هذه الحالة؟
يجيب على هذا السؤال الدكتور تامر جمال- أخصائى نفسى ومدير مركز إشراقة للاستشارات النفسية- قائلا:
"الأعراض التى توضحها السائلة ليست اكتئابا، ولكن اعتلال للمزاج وتغيير سريع فيه، وهذا يحدث عادة فى سن الشباب، ولكنه فى حال عدم إدراكه والتصرف بسرعة فى حل هذه المشكلة سوف تنقلب إلى حالة اكتئاب شديدة".
ويرى دكتور تامر أن هناك ثلاثة أقسام لحل هذه المشكلة، الأول: يتعلق بالجانب الحركى يقول: "من المؤكد أنها تتمتع بطاقة عالية زائدة عن متطلبات عملها، لذلك تشعر بالملل، بالإضافة إلى أنه من أهم أهداف اعتلال المزاج هو جلوس الشخص المصاب به فى المنزل حتى تكثر الحوارات السلبية بداخله، مما يقل حركته ويشعر أنه لا يريد الخروج، لذلك عليها أن تتعدى هذا الشعور بعدم الجلوس فى المنزل، وتقوم بتنظيم عملية خروجها بعد أوقات عملها، وفى أيام الإجازة، وتعمل على التطوع فى الجمعيات الخيرية لتساعد الآخرين فى أى عمل مما يشغل وقت فراغها، ومن الممكن أن تمارس الرياضة فى يوم الإجازة، وتحافظ على صلة الرحم والتواصل مع الأصدقاء، ومن الممكن أيضا أن تفكر فى مشروع تعمل على إنشائه تهدف منه الربح".
وعن القسم الثانى يقول دكتور تامر: "القسم الثانى يختص بالأعمال المعرفية، حيث إنها تتعود على المسامحة والعفو عن الآخرين وحسن الظن، والتماس الأعذار، ولا تعتقد أن معنى ظهور سلوكيات بعض الأفراد عكس ما توقعت أن جميع الأفراد سوف يفعلون ذلك بها، فعليها الاستمرار بالثقة بالآخرين، وتتعود على قراءة الكثير من الكتب عن كيفية العفو والسماحة حتى تتعود عليها".
وبالنسبة للقسم الأخير الخاص بالجانب النفسى يقول فيه دكتور تامر: "هذا الجانب يحتاج إلى طبيب أو استشارى نفسى إذ يجب أن تختار طبيبًا ترتاح له، وتثق فيه وتتحدث معه بكل شفافية، وهو سوف يقوم بالعمل على تأكيد الذات والثقة بالنفس، وتحديد الواجبات التى عليها الالتزام بها حتى لا يتدهور بها الأمر وتصل إلى مرحلة الاكتئاب".
الكاتب: أمنية فايد
المصدر: موقع اليوم السابع